مقياس كارز

هو إحدى المقاييس الشهيرة لقياس نسبة التوحد في المنطقة العربية وهو أيضا من المقاييس الشهيرة فى جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية وصممه اريك شوبلر مكتشف برنامج تيتش الشهير
ويتكون الاختبار من خمسة عشر فقرة من الممكن تطبيقها من خلال توجيه الأسئلة الى الوالدين أو أثناء المراقبة الإكلينيكية للطفل . والفقرات هى
التعامل مع الناس التقليد التفاعل العاطفي حركات الجسم التعامل مع الاشياء التأقلم مع التغير التفاعل النظري التفاعل السمعي تفاعل واستعمال حاسة الشم واللمس والتذوق الخوف او العصبية التواصل اللغوي التواصل الغير لغوي مستوى النشاط مستوى تفاعل القدرات الذهنية الانطباع العام. وهذا المقياس يحتاج تطبيقه الى تدريب عملي فكل فقرة أعلاه لها درجات تتراوح من واحد الى أربعة والنتيجة النهائية هى حصول الطفل على درجات أجمالية تقسم الأطفال الى توحد شديد توحد خفيف الى متوسط لا يوجد توحد وفى الحقيقة عندما نتحدث عن اختبار كارز فان هذا الموضوع لابد أن يجعلنا نتحدث عن موضوع التشخيص لأطفال التوحد فى وطننا العربي الحبيب وهنا نكون قد بدأنا فى الحديث من داخل الأسلاك الشائكة فهنا بدأنا فى المشكلات الأساسية فمجال التوحد مجال صعب للغاية فى مجال التشخيص ويحتاج الى متخصصين على درجة كبيرة من المهارة والدقة ولديهم وازع من الضمير .
بالتأكيد المشكلة الأولى التي تواجهنا فى العالم العربي بصفة عامة هى أننا جميعا نعرف كل شي فى كل شي ولا يوجد رقيب علينا يحكم علاقتنا مع بعضنا البعض ففى الوطن العربي عندما يشعر شخص ان طفله يعانى من مشكلة معينة يذهب به الى الطبيب وهنا يبدأ الطبيب أذا كان من القلة منزوعة الضمير فى محاولة تقديم خدمة خمسة نجوم للمريض فيقوم بفحص المريض وإذا احتاج المريض إلى اى اختبارات نفسية أو اختبارات ذكاء قد يقوم الطبيب بتطبيقها وإذا احتاج إلى جلسات تعديل سلوك قام الطبيب بإعطاء هذه الجلسات أو احضر شخص غير متخصص حتى لا يكلفه ذلك تكاليف مادية مرتفعة مع انه ليس متخصص أو معه ما يوهله للقيام بهذا العمل وإذا احتاج المريض الى دواء قد يقوم الطبيب ببيع الدواء متطوعا بعمل الصيدلي في بعض الأحيان بل ويسجل للمريض النظام الغذائي متطوعا بدور مشرف التغذية ولقد رأيت العديد من العيادات والمستشفيات تفعل ذلك بل رأيت بعض المستشفيات وفى مجال ذوى الاحتياجات الخاصة تقوم بإحضار متخصص واحد فى إحدى المجالات على سبيل المثال تقوم بإحضار اخصائى تخاطب أو اخصائى تعديل سلوك ليقوم بكل المهام التقييم وتعديل السلوك والتخاطب واختبارات الذكاء والمقاييس النفسية ومن هنا هم يستخفون بعقول المرضى وبأولياء الأمور وبالمتخصصين فى نفس الوقت وتكون النتيجة بالتأكيد سيئة وكارثية .
وحتى لا نظلم الأطباء فقط نجد أن الكثير من مكاتب الاستشارات النفسية يعمل لديها بعض الأخصائيين النفسيين ليقوم بدور الاخصائى النفسي والى جوار ذلك يقوم بكتابة بعض الأدوية المهدئة ومضادات الاكتئاب بديلا عن الطبيب
بل أن العديد من الأخصائيين النفسيين يجدون أن اختبار تقييم التوحد هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة المطلوب الإجابة عليها فيقومون بتوجيه هذه الأسئلة إلى الآباء بصفة مباشرة والآهل بقصد أو بدون قصد من الأهل يقومون بإعطاء إجابات مع أنهم لم يستطيعوا فهم المصطلحات التي في الاختبار وتكون النتائج كارثية
ولا يعلم هولا جميعا( الأطباء والأخصائيين النفسيين واخصائى التخاطب وغيرهم) من العاملين مع فئة التوحد أن التشخيص هو المرحلة الأولى فى العلاج وان التشخيص الصحيح هو البداية الحقيقية للعلاج الصحيح وان السعى وراء المكسب المادي والشهرة على حساب هذه الفئة له نتائج وخيمة .
ولا يعلم الأهل أن التكاليف المادية المرتفعة للتشخيص الدقيق فى البداية قد توفر عليهم الحيرة وتقصر لهم المسافات وتعجل لهم بالنتائج الجيدة اما السعي وراء التشخيص الغير دقيق ووراء من يحاولون أن يفعلون كل شي لمحاولة تحقيق مكسب مادي وخوفا من هرب الأهل منهم أذا هم اخبروهم بحقيقة تكاليف التشخيص أذا تم على يد متخصصين مهرة سوف يجعلهم يخسرون التدخل المبكر والنتائج الجيدة التى من الممكن أن تتحقق وسوف يدفعون فى النهاية أيضاء الكثير بدون فائدة تذكر. ونعود الى الحديث عن اختبار كارز في البداية لا بد أن يكون الشخص الذي يطبق الاختبار مدرب تدريبا جيدا على تطبيق الاختبار وهناك شروط في المتدرب فلا يصلح أن نحضر اى شخص لتدريبه على اختبار كارز ومن هذه الشروط :
•أن يكون هذا المتدرب لديه خلفية أكاديمية نفسية حتى يعرف معنى المصطلحات وحدودها.
•أن يكون ملم بمراحل النمو لدى الطفل الاجتماعية والإدراكية والجسمية والانفعالية منذ لحظة الحمل وحتى مرحلة الشيخوخة
•أن يكون قد عمل مع أطفال التوحد لفترة طويلة .

إعداد
د / حسام أبوزيد

  (0)  

شارك اصدقائك

Comments (0)

Leave a comment


اقرأ أيضا